الشعور بالرفض أمرٌ مؤلم ٌللغاية، ولكنه شعور طبيعي ويجب التعامل معه حتى لا يؤدي إلى ردود أفعال تؤذي صاحبها، والرفض العاطفي من أكثر الأنواع شيوعا وعدم التعامل معه ومعالجته سيؤدي إلى عنف لفظي وجسدي وقد يصل إلى الأمر إلى «حوادث قتل»، وأسباب عدم تقبل الرفض كثيرة.
الإعلامية رضوى الشربيني، استضافت الطبيب النفسي د. أحمد سويلم للحديث عن عدم تقبل الرفض وأسبابه حدوثه وطريقة التعامل معه، مع توضيح علامات عدم قبول الرفض عن الشخص الآخر لتجنب التعرض إلى أي عنف سواء لفظي أو جسدي.
اقرأ أيضا| من «هي وبس».. مراحل اضطراب ما بعد الصدمة وكيفية التعافي منه
لا شك أننا نتعرض إلى أنواع رفض كثيرة، اجتماعيا أو دراسيا أو عمليا أو عاطفيا، والطبيعي أن الشخص دائما ما يحب القبول والشعور بالحب من كل ما حوله، والرفض العاطفي يولد شعور بالتعلق للشخص الآخر.
أسباب عدم تقبل الرفض
أسباب عدم قبول الرفض كثيرة، وبدايتها من مرحلة الطفولة، فإن التربية تؤدي إلى رفض الرفض بسبب نشأة الطفل بأن كل طلباته مجابة وما يريده يأتي إليه، بجانب إعطاء الولد أولوية دائما على أخواته البنات.
د. أحمد سويلم عدد أسباب الرفض منذ نشأة الطفل وحتى البلوغ بجانب أسباب عدم تقبل الرفض العاطفي، ومنها:
- الطفل لم يتعود أن يُرفض طلبه
- عدم فهم الطفل أن الرفض ليس نهاية الحياة
- عدم تقبل الطفل رفض طلباته واحتياجاته
- إعطاء الولد أولوية على أخواته البنات
- شعور الطفل منذ صغره بأنه الأفضل دائما
- عند تعرض الشخص لرفض رومانسي الأم تقول «هجيبلك ست ستها، أو ابني مايتعيبش»
اقرأ أيضا| كيفية التعامل مع الطفل الانتقائي في الأكل من «هي وبس»
وبالنسبة لأسباب عدم تقبل الرفض العاطفي:
- الإحساس بعدم التقدير وعدم الكفاية
- الرفض يولد بعض المواد الكيميائية التي تحرك المشاعر وتعمل تعلق بالشخص الآخر
- التعلق بشخصيته التي اكتشفها مع الطرف الآخر وعدم قبول «بأنه وحش»
- الرفض يولد التحدي ويزيد التعلق ويجعله يحاول أكثر من مرة مع الطرف الآخر.
علامات عدم تقبل الرفض:
التحكم
أول علامة تحذيرية بأن الشخص يرفض تقبل الرفض هي التحكم، التحكم في ملابسها وشخصيتها وأصدقائها وحياتها الاجتماعية والعملية.
الرفض
رفض الرفض له أشكال كثيرة، تبدأ بعدم قبول الشخص رفضه عاطفيا والموضوع يدخل في تحدي ما يؤدي إلى استخدام الشخص لعدة وسائل ضغط على الطرف الأخر.
وسائل معنوية
يبدأ الشخص في استخدام وسائل ضغط معنوية مثل شراء هدايا، والتواصل مع أصدقائها للضغط على الطرف الآخر، ولو الأمر فشل أيضا فيتجه إلى المرحلة التالية.
التطاول اللفظي يؤدي إلى التطاول الجسدي
يدخل الأمر إلى استخدام التطاول ويبدأ بالتطاول اللفظي والتهديد فإن لم يأتي بنتيجة فيتطور إلى التطاول الجسدي ومنها ما يؤدي إلى العنف والقتل.
اقرأ أيضا| 8 نصائح للتخلص من الضغط النفسي من رضوى الشربيني
كيفية تقبل الرفض؟
وصف د. أحمد سويلم الرفض بأنه شعور مؤلم سيتعب صاحبه عند الرفض، لأن الشخص الطبيعي بفطرته يحب القبول، وقدم عدة نصائح للتعامل مع الرفض، ومنها:
1- التألم مع الرفض
الرفض شعور مؤلم، ولكن كل شخص يعلم نفسه أكثر من الطرف الآخر، والرفض يكون لأسباب متعلقة بالطرف الآخر وعدم وجود توافق بينهما، ويجب التعامل مع الرفض على قدر التجربة.
2- المميزات والقبول
لكل شخص مميزات كثيرة، فالشخص عليه أن يعلم أنه لم يفقد مصداقية رؤيته في نفسه عند الرفض والتشكيك في مميزاته.
هناك قاعدة أساسية تؤدي إلى قبول الشخص للرفض وهي حبه لنفسه وذاته، لأن عدم قبول الشخص لنفسه وحبه لنفسه سيؤدي إلى تعلقه بالطرف الآخر وعدم قبول الرفض.
نصائح لتربية الشخص على تقبل الرفض
وقدم د. أحمد سويلم عدة نصائح حتى ينشأ الطفل على قبول الرفض، ومنها تربيته على أنه إنسان ولديه مشاعر وأنه سيتألم عند الرفض، وأنه سيقابل الكثير من الرفض خلال حياته الاجتماعية والعملية.
1- دعم الأهل
بعد الرفض يجب على الأهل تقديم الدعم للأبناء، وإبلاغ الابن أنه مهم ومحبوب عند أصدقائه وأن الرفض ليس نهاية الحياة.
ويجب على الأب أن يتحدث مع ابنه في حال تعرضه لرفض عاطفي، وينصح بإعطاء الطرف الآخر حقه بالقبول أو الرفض.
2- طريقة الرفض
طريقة الرفض يجب أن تكون واضحة بدون غموض أو اختفاء، فقد يكون عدم قبول الرفض بسبب عدم الوضوح خلال الرفض.
وطريقة الرفض الصحيحة هي الوضوح من خلال الجلوس مع الطرف الآخر وإبلاغه بالرفض وأسباب الرفض إن وجدت.
3- التعامل مع الرفض
يجب على الشخص التعامل مع الرفض بعد حدوثه مباشرة وعدم فقد الثقة في النفس.
واختتم سويلم رسالته بـ«اشتغل على نفسك وثقتك وحبك لنفسك، وماتستناش أن ده يجيلك من شخص قبلني هكون زي الفل ماقبلنيش أن ضعت وروحت في داهية».