اضطراب ما بعد الصدمة هو اضطراب نفسي يحدث للشخص بعد التعرض إلى حدث مفاجئ ومؤلم أو مشاهدته له، ما يؤدي إلى المعاناة من الخوف والقلق والحزن الشديد، ومع مرور الوقت قد تتحسن تلك الأعراض، إلا أن الأمر يتطور عند البعض ويدخل في اكتئاب شديد والإصابة باضطراب في المشاعر والأفكار وتستمر لشهور وربما سنوات.
الإعلامية رضوى الشربيني، استضافت د. محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، للحديث عن تعريف الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة وكيفية معرفته من أجل التعافي منه، وذلك من خلال برنامجها «هي وبس»، المذاع على قناة «سفرة».
اقرأ أيضا| نصائح نفسية للتغلب على اضطراب الطعام في فترات التوتر
ما هو تعريف الصدمة؟
الصدمة هي حدث مفاجئ ومؤلم ومهدد لحالة استقرار وسلام الإنسان وعائلته، وتشمل أيضا مشاهدة أحداث مؤلمة أو التعرض إلى الكوارث الطبيعية أو حوادث السير الخطيرة أو الاعتداء الجسدي والجنسي، والصدمة تهدم جميع الافتراضات الأساسية لدى الشخص.
أسباب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة
تختلف نسبة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة من شخص إلى آخر، إلا أن احتمالية الإصابة به تزداد عند الأطفال وكبار السن.
وقال المهدي، إن «الأطفال وكبار السن لديهم إحساس بالعجز وعدم القدرة على المواجهة، والطفل لما بيتعرض لاضطراب ما بعد الصدمة لا يستطيع التعبير عن مشاعره أو معاناته وآلامه، عكس متوسطي العمر لديهم قدرة على التحمل والمواجهة».
اقرأ أيضا| من “هي وبس”.. كيفية التغلب على مشاعر الفقد بعد الانفصال العاطفي
ويمكن للأشخاص التعافي من اضطراب بعد الصدمة، وتختلف نسبة التعافي، وفقا لما أشار إليه د. محمد المهدي:
- 30% من الأشخاص يتعافون تماما من اضطراب ما بعد الصدمة
- 40% من الأشخاص تظل لديهم أعراض بسيطة بعد التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة
- 20% من الأشخاص تظل لديهم أعراض متوسطة بعد التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة
- 10% من الأشخاص تظل لديهم أعراض شديدة بعد التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة:
هناك 3 مراحل للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، وفقا لما أشار إليه د. محمد المهدي، وتبدأ فترة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بعد مرور شهر من تعرض الشخص إلى الصدمة وعدم قدرته على التعافي أو العلاج منها.
1- التفاعل الحاد مع الصدمة
خلال شهر من حدوث الصدمة، يصاب الشخص بحالة من الخوف والفزع واضطرابات في النوم واضطرابات في الأكل.
وبالنسبة إلى الأطفال قد يتعرضون إلى تبول لا إرادي، والخوف من أي شيء يحدث حتى إن لم يكن خطرا كما يكون لديه الخوف من أي صوت أو ضوء ودائما ما يكون في حالة رعب شديد.
2- اضطراب ما بعد الصدمة
بعد شهر من الصدمة يصاب الشخص باضطراب ما بعد الصدمة، وتستمر حالة الاضطرابات النفسية لديه، وقد يتعرض إلى الهلاوس والكوابيس وخدوث نوبات غضب وصعوبة القدرة على التركيز بالإضافة إلى معاناته من أعراض جسدية كتسارع ضربات القلب، وسرعة التنفس.
3- الاكتئاب والأعراض المزمنة
بعد المرور على مرحلة الصدمة ثم مرحلة الاضطراب ما بعد الصدمة، يدخل الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة في اكتئاب شديد واضطراب ضعف الشخصية، ويدخل في حالة لا مبالاة عن أي شيء يتعلق بالصدمة.
كما يصاب الشخص بغضب شديد ومستمر وحالة لخبطة في نظرته للحياة، كما يعاني من مشاعر سلبية مثل الشعور بالذنب ولوم النفس، وقد يتطور الأمر إلى تغير نظرته إلى الآخرين والمقربين إليه.
ويتحول الشخص إلى إنسان بلا مشاعر ولديه حالة لامبالاة ويفقد القدرة على أي فعل أو أي مواجهة أو أي استجابة ويدخل في حالة اكتئاب شديدة لفترات طويلة قد تصل إلى سنوات.
اقرأ أيضا| طرق التغلب على التوتر النفسي من “هي وبس”
العلاج من اضطرابات ما بعد الصدمة
يساعد العلاج من اضطرابات ما بعد الصدمة الشخص في التعافي من الحدث المؤلم الذي تعرض له، كما أنه يساعد على تخفيف الأثر الداخلي والنفسي الذي قد يصاب به بالإضافة إلى قدرته على التعامل مع الذكريات المؤلمة التي قد تحدث بعد تعرضه إلى حدث مماثل.
وأكد د. محمد المهدي، أن الشخص الذي يتعرض إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة عليه زيارة طبيبه النفسي للعلاج والتعافي منه، قائلا: «لو الشخص مر على الـ3 مراحل ودخل في مرحلة الاكتئاب الشديد يصعب العلاج والتعافي من اضطرابات ما بعد الصدمة، حتى لو حصل تعافي في فترة متأخرة من العلاج بيترك أثر داخلي داخل الشخص وممكن توصل إلى 3 سنوات».
كما يشمل العلاج من اضطرابات بعد الصدمة، وفقا لموقع « mayoclinic»:
- تعلم مهارة التعامل مع أعراض الصدمة واضطرابات ما بعد الصدمة
- إعادة النظر إلى نفسك وإلى الآخرين والعالم من حولك بصورة أفضل
- الاطلاع على الطرق المختلفة التي تتمكن بها من التكيف في حال ظهور الأعراض مرة أخرى.
- علاج المشاكل الأخرى المرتبطة بالصدمة، مثل الاكتئاب والقلق.