إذا كنت تخاف دائمًا من ءن يفوتك شيئًا كزفاف لزميلك في العمل، أو تجمع مع أصدقائك أوعائلتك فأنت تعاني من “الفومو – FOMO”، وهي كلمة إنجليزية مختصرة تعني “الخوف من أن يفوتك حدث أو مناسبة”.
وظهر هذا المصطلح “فومو – FOMO” عام 2004 في مجلة تابعة لجامعة هارفرد الأمريكية، مع بداية انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا| مواعيد سرية لقص شعرك في نوفمبر وديسمبر.. ستتعجبين من سرعة نموه
ما هو الفومو؟ وما أشهر أعراضه؟ وما طرق التخلص منه؟
متلازمة الفومو من أمراض العصر، فهي ناتجة بشكل رئيسي عن إدمان أغلب الأشخاص لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يخاف الشخص المصاب بالفومو من أن يفوته حدثًا ما، حتى لو كان غير مهم.
عادة ما يسيطر على الأشخاص المصابين بالفومو شعورا بعدم الاستحقاق والتوتر المستمر مع أي حدث اجتماعي، ويخافون أن يفوتهم شيئا أو أن تذكر سيرتهم بالسوء في غيابهم، حتى وإن كان ذلك لا أساس له من الصحة.
الفومو حالة عامة من الخوف من فوات الأحداث حتى لو كانت غير مهمة، تدفع للاحتياج الدائم إلى التواصل والاعتقاد بأن الآخرين يعيشون لحظات سعيدة وأنت لست معهم، وتبدأ بلوم نفسك على عدم ذهابك معهم، مع أنه قد يكون لديك أسبابًا مقنعة لعدم الذهاب .
اقرأ أيضا| 7 خطوات للتخلص من قرقضة الأظافر
في ظل الظروف الحالية مع تطور للتكنولوجيا أصبح من السهل للجميع المشاركة الحياتية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وتعريف أنفسهم بالطريقة التي يريدون عبر هذه الشبكات، فهم أشخاص غير مرئيين يقبعون خلف الشاشات.
و طبيعة الإنسان عدم الاكتفاء بأن يصبح سعيدا وناجحا، بل يتطلع دائما إلى أن يصبح أكثر سعادة و نجاحا من غيره.
هذا الشعور الملح من عدم الرضا أوالاكتفاء يجعله في دوامة مستمرة من الإحساس بالنقص، أو حتى بعدم القيمة نظرا للمقارنة المستمرة بين الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي تكون فيه هذه المقارنات غير صحية وغير مجدية.
لأن أغلب الأشخاص لا ينشرون حياتهم الواقعية على وسائل التواصل الاجتماعي، بل ينشرون فقط أوقاتهم السعيدة حتى ولو كانت غير صحيحة، وقد لا تعبر عن مجمل حياتهم اليومية.
وحين تراقب هؤلاء المزيفون ينتابك شعور بالتعاسة والتوتر، وقد تصاب ببؤس مستمر، أو “فومو”.
اقرأ أيضا| 8 نصائح للتخلص من الضغط النفسي من رضوى الشربيني
أعراض الـ “FOMO”
1-الخوف من عدم المعرفة أو فوات الاحداث
عدم المعرفة يدعم شعورا بأن الشخص غير مرغوب وغير محبوب، ما يزيد بداخله الشعور بالدونية و عدم القيمة.
حتى لو كان هذا الحدث غير مهم، ينتاب الأشخاص المصابون بالفومو الهلع إذا شعروا أنهم قد فوتوا على أنفسهم فرصة أي مناسبة، خوفا من أن يصبحوا منبوذين أو خوفا من أن تفوتهم بعض العروض الجيدة .
2-الخوف من انقطاع الاتصال
أثناء المناسبات أو التفاعلات الاجتماعية يخاف المصاب بالفومو من انقطاع الاتصال مع من حوله، خوفا من أن يفوته أي حدث.
3- اكتئاب وتوتر وانخفاض احترام الذات
يصاحب الفومو أعراض كالقلق والتوتر وضعف الثقة بالنفس، فالمصابون بمتلازمة الفومو عادة ما يشعرون بقيمتهم من خلال تعليق الناس على منشوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يشعرهم بالقلق الدائم أثناء ترقبهم لثناء الآخرين عليهم.
4-إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
شعور الأشخاص المصابين بمتلازمة الفومو بالنقص والتوتر عادة ما يدفعهم إلى إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، ليشبعوا أولا رغباتهم في الشعور بأن كل شئ تحت سيطرتهم، وانتظارهم للمدح من خلال إعجاب أو تعليق البعض على منشوراتهم، وقد يؤدي ذلك إلى تعرضهم للخطر في بعض الأحيان؛ فإدمانهم للهاتف قد يعرقلهم حتى أثناء القيادة مما قد يعرضهم لحوادث الطرق.
5- الإصابة بالأرق والإرهاق الشديد
عادة ما يقوم الاشخاص المصابون بالفومو بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة، وأيضا قد يفضلوا الانتقاص من ساعات نومهم لمجرد الخوف من أن يفوتهم أي حدث منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يؤدي إلى شعورهم الدائم بالإرهاق بجانب الضغط العصبي المستمر.
6-الانفصال عن العالم الواقعي
أغلب المصابين بمتلازمة الفومو عادة ما يبنون لنفسهم عالما افتراضيا وينفصلون عن عالمهم الواقعي، بحثا عن المثالية، بجانب تعرضهم للانفصال الاجتماعي، فهم عادة ما يفضلون مراقبة الأحداث القائمة على وسائل التواصل الاجتماعي لساعات، على أن يقوموا بزيارة فعلية لصديق أو حتي القيام فعليا ببعض الأنشطة الاجتماعية.
7-التأخر الدراسي و المهني
عادة ما يمنع الفومو الأشخاص من التطور أو التعلم و التقدم في حياتهم، نظرا لانشغالهم أغلب يومهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
8- العزلة في الحياة اليومية
عادة ما يربط الأشخاص المصابون بمتلازمة الفومو قيمتهم بنسبة تواجدهم على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فمشاركتهم التكنولوجية تعطيهم شعورا بالرضا وإثبات الحضور، ما يتسبب تدريجيا في العزلة بشكل أكبر.
9- الشعور بعدم الرضا
نظرا للمقارنات المستمرة والشعور بأن الحياة يجب أن تصبح أفضل بأي شكل، و بالاخص أن تصبح أفضل من حياة الآخرين تحت أي ظروف، يشعر المصابون بالفومو بعدم الرضا.
10- الضغط النفسي المستمر
أصحاب متلازمة الفومو يشعرون دائما بضرورة تواجدهم في كل السهرات واللقاءات والحفلات، حتى إذا كانت غير هامة أو غير مرحب بهم فيها، وأيضا ترغمهم هذه المتلازمة بالبقاء على تواصل دائم مع الآخرين، حتى ولو كانوا سامين.
11-الانفصال عن النفس
هذه المتلازمة تجعل الأشخاص يذهبون لكل الحفلات والتجمعات والتأكد من قراءة كل الإيميلات والتعليق على الترندات، وأيضا متابعة كل المسلسلات والأفلام الجديدة، ما يؤدي إلى الانشغال بحياة الآخرين والانفصال عن النفس.
كيف نتخلص من متلازمة الفومو؟
1- مواجهة الحقيقة
بتذكير النفس دائما أن ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي ليس الحقيقة الكاملة، وأنه لا أحد ينشر خيباته بين الناس، فهو عالم افتراضي يقوم فيه الأشخاص بإظهار أفضل ما لديهم.
2- الاتصال مع النفس وممارسة التأمل
إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وربط القيمة الذاتية بتقييم الناس ليس إلا انفصال عن النفس، لذا يجب علينا إعادة الاتصال من خلال العديد من الأشياء، كممارسة التأمل واليوجا وأيضا الرياضة البدنية؛ فالتركيز على النفس وعلى التطويرالذاتي يساعد الإنسان في أن يشعر بقيمته دون الحاجة للتعليقات والإعجاب بمنشوراته على فيس بوك أوغيره من التطبيقات.
3- كتابة اليوميات
الكتابة من الوسائل المتبعة عادة في العلاجات النفسية، فتفريغ الطاقة والمشاعر بالكتابة يساعد الإنسان على الإحساس بشعور أفضل، بجانب أنها تساعد على تنظيم الأفكار والابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي ولو لفترة وجيزة، مما يمنحك فرصة للتركيز على حياتك وإدراك خطورة الفومو.
4- الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
مع إدمان استخدام الهاتف وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار، ليس من السهل الانقطاع المفاجئ عنها، لكن ينصح بالحد من استخدامها تدريجيا، فعلى الأقل تحديد أوقات معينة في اليوم لاستخدام الهاتف أو حتى عدم تصفح المواقع والتطبيقات الإلكترونية عند الاستيقاظ مباشرة وقبل الذهاب إلى النوم.
5- ممارسة الامتنان
التركيز على ما لديك من نعم متعددة لا تعد ولا تحصى وشكر الله عليها، وعدم الاهتمام بما ينقصك، أو مقارنة حياتك بغيرك يساعدك على الشعور بالرضا.
6- بناء حياة اجتماعية على ارض الواقع
لتتخلص من متلازمة الفومو يجب عليك تكوين علاقات صداقة حقيقية لتحسين حياتك الاجتماعية، من خلال الأنشطة الاجتماعية المشتركة والتي عادة ما تكون مريحة للأعصاب دون قيود أو ضغط، ما يعزز ثقتك في نفسك ويساعدك عن التخلص من الفومو.
7- عدم الشعور بالتوترعند فوات الأحداث
نظرا للعديد من الدراسات، فإن تمرين الأشخاص على الشعور بالفرحة، حتى في حالة فوات أحداث أو مناسبات، يساعد على التخلص من الفومو.
فعدم ذهابك إلى زفاف قريبك في محافظة بعيدة أثناء مرضك الشديد، لن يجعل منك إنسانًا سيئًا، بالعكس، استمتع بالبقاء في المنزل دون أن تشعر بالذنب.
وأخيرًا، لا يوجد ما يعيب شعورك بأن تكون مطلعًا على كل ما هو جديد، لكن احذر الوقوع في فخ الفومو.
