التغذية المستدامة سلاح العالم لمواجهة الجوع والفقر وإنقاذ الكوكب

التغذية المستدامة سلاح العالم لمواجهة الجوع والفقر وإنقاذ الكوكب

نظام التغذية المستدامة هو نظام يوفر الغذاء الصحي والكافي للجميع، ويراعي في ذلك التأثيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية للإنتاج والاستهلاك الغذائي.

يبدأ النظام الغذائي المستدام بتطوير الممارسات الزراعية المستدامة، والتي تقلل من تلوث البيئة، كما يركز على تطوير أنظمة توزيع طعام أكثر كفاءة، والحد من هدر الطعام.

اقرأ أيضا: في اليوم العالمي للإبداع والابتكار اختراعات غيرت مفهوم الأكل في العالم

ويعد الانتقال إلى النظام الغذائي المستدام مكونًا مهمًا لمعالجة تغير المناخ، حيث يسهم النظام الغذائي الحالي في ما يصل إلى 37% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، وفقا لمنظمة الأغذية العالمية “الفاو”.

ما هي التغذية المستدامة؟

تعرف منظمة الأمم المتحدة للأغذية التغذية المستدامة “SFS” على أنها نظام عالمي يوفر الأمن الغذائي والبيئي والاقتصادي لكل سكان العالم، خاصة “المرأة والطفل” كونهما ركيزة المجتمع.

وتوفير الأمن الغذائي عبر هذه المنظمة لا يتضرر فيها أيا من “العوامل الاقتصادية أو الاجتماعية والبيئية” بل العكس تمامًا وهذا يعني:

  • الربح “استدامة اقتصادية”
  • بناء المجتمع “استدامة اجتماعية”
  • المحافظة على البيئة “استدامة بيئية”

وهناك أيضًا العديد من التعريفات المختلفة للنظام الغذائي المستدام، تتفق معظم هذه التعريفات على أن النظام الغذائي المستدام يجب أن يكون:

  • صحيا ومغذيا، بحيث يلبي احتياجات الإنسان من العناصر الغذائية الأساسية.
  • مستدام بيئيًّا، بحيث لا يضر بالبيئة الطبيعية.
  • عادلًا، بحيث يضمن الوصول إلى الغذاء للجميع بأسعار معقولة.
أهمية التغذية المستدامة لصحة أفضل
أهمية التغذية المستدامة لصحة أفضل

أمثلة على عناصر الأمن الغذائي لتحقيق الاستدامة القصوى

  • الزراعة المستدامة: اعتماد ممارسات زراعية تقلل من استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية، وتحافظ على صحة التربة والمياه.
  • الغذاء المحلي: تناول الأطعمة المنتجة محليا، ما يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النقل.
  • تقليل هدر الطعام: تقليل كمية الطعام التي يتم التخلص منها، من خلال التخزين السليم والطبخ والاستهلاك الواعي.
  • التوافر
  • الاستخدام العادل
  • الاستقرار

اقرأ أيضا: في اليوم العالمي للتربة.. كيفية تعزيز النظام الغذائي

يمكن للأفراد والمجتمعات والحكومات جميعًا اتخاذ خطوات لتعزيز النظام الغذائي المستدام، من خلال العمل معًا، يمكننا إنشاء نظام غذائي يلبي احتياجاتنا الحالية ويضمن مستقبلًا مستدامًا للجميع.

فيما يلي بعض التعريفات المختلفة للنظام الغذائي المستدام:

  • منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO): “نظام غذائي يوفر الأمن الغذائي والتغذية للجميع، بطريقة لا تتضرر فيها الأسس الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لتوليد الأمن الغذائي والتغذية.”
  • جمعية الصحة العامة الأمريكية (AAPH): “نظام يوفر الغذاء الصحي لتلبية الاحتياجات الغذائية الحالية، مع الحفاظ على النظم البيئية الصحية التي يمكنها أيضًا توفير الغذاء مع الحد الأدنى من التأثير السلبي على البيئة.”
  • آلية المشورة العلمية التابعة للاتحاد الأوروبي (EFSA): “نظام يوفر غذاءً صحيا ومغذيا وآمنا بتأثير بيئي منخفض لجميع مواطني الاتحاد الأوروبي الحاليين والمستقبليين ويعززه، بطريقة تحمي البيئة الطبيعية وخدمات النظام البيئي الخاصة بها”.

سياسة التغذية المستدامة عالميا

التغذية المستدامة في أوروبا

في يناير 2020، وضع الاتحاد الأوروبي الانتقال إلى نظام غذائي مستدام في صميم الصفقة الخضراء الأوروبية، تسعى الصفقة الخضراء إلى جعل أوروبا أول قارة محايدة كربونيا بحلول عام 2050، وإلى حماية البيئة الطبيعية والحفاظ على الموارد.

تحدد إستراتيجية المفوضية الأوروبية من المزرعة إلى المائدة من أجل نظام غذائي مستدام، والتي نشرت في مايو 2020.

وكما صرح كبار المستشارين العلميين للاتحاد الأوروبي في سبتمبر عام 2019، بأن الانتقال إلى نظام غذائي مستدام يجب أن يكون أولوية عالية للاتحاد الأوروبي:

“ما يزال التحدي المتمثل في ضمان إمداداتٍ غذائية طويلة الأجل وآمنةً ومغذيةً، في كل من البر والمحيطات قائمًا، على الرغم من أن توافر الغذاء لا يُنظر إليه على أنه مصدر قلق فوري رئيسي في أوروبا، يُطلب ملف من الاستراتيجيات المنسقة لمواجهة هذا التحدي”.

التغذية المستدامة في إفريقيا

أما عن القارة السمراء وفي افتتاح المنتدى الإقليمي السادس لإفريقيا حول التنمية المستدامة، دعت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد إلى بذل المزيد من الجهود لضمان رؤية جميع الأفارقة لمستقبلهم في أهداف التنمية المستدامة وفي أهداف خطة أفريقيا 2063.

قالت “محمد” إن العدد المطلق للأشخاص الذين يعيشون في فقر في أفريقيا قد ارتفع إلى 428 مليون شخص، وأن عدم المساواة في الدخل والبطالة بين الشباب آخذان في الارتفاع.

وأضافت أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يعتمد على نجاح تنفيذ خطة إفريقيا 2063، وأن تسريع وتيرة العمل الجماعي وحجمه هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.

وأشارت إلى أن العلاقة بين تغير المناخ والجوع والإرهاب والنزاع والتشرد تسبب معاناة إنسانية وخراب في العديد من البلدان الإفريقية.

كما شددت على أن عدم المساواة بين الجنسين تكلف بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 95 مليار دولار من الفرص الضائعة كل عام.

وقالت محمد إنه يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة إذا خلقنا المزيد من الطموح والتعبئة والحلول.

وأضافت أن كل دولة يجب أن تزيد طموحها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأن الشباب يجب أن يكونوا في صلب الاهتمامات.

وأكدت على الحاجة إلى زيادة كبيرة في الاستثمار الدولي ودعم الحلول الأفريقية.

التغذية المستدامة في آسيا

وفي خطوة تهدف إلى تعزيز جهود الإمارات في مجال الاستدامة البيئية، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2023 عام الاستدامة تحت شعار “اليوم للغد”.

  • يهدف هذا الإعلان إلى تحقيق عدة أهداف، منها:
  • نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية.
  • إبراز جهود الدولة في تعزيز العمل الدولي المشترك في هذا المجال.
  • تشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية.
  • تسليط الضوء على الحلول التي تعمل الدولة على ابتكارها في مجال الاستدامة.

وشددت على تعزيز الاستدامة في مجال الغذاء من خلال تشجيع أفراد المجتمع على تبني نظم غذائية مستدامة واتباع أنماط غذائية صحية.

وهناك عدة حلول يمكن من خلالها تحقيق الاستدامة في الغذاء، منها:

  • وضع قوانين وسياسات تهدف إلى الحد من هدر الغذاء.
  • حث الشركات المنتجة على إنتاج الأغذية بطريقة مستدامة.
  • دمج اعتبارات الاستدامة في المبادئ التوجيهية الغذائية.

التغذية المستدامة في أمريكا

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمؤسسات الدولية الأخرى تقريرًا يفيد بأن نسبة 22.5 في المائة من سكان أمريكا عاجزة عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي، وتمثل هذه النسبة زيادة قدرها 8 ملايين شخص مقارنة بعام 2019.

يوضح التقرير أن متوسط الكلفة اليومية للأنماط الغذائية الصحية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي أعلى من المتوسط العالمي، حيث يبلغ 3.89 دولارا أمريكيا في اليوم للشخص الواحد مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 3.54 دولارا أمريكيا.

وترتبط هذه المشكلة بمؤشرات تغذوية واجتماعية واقتصادية مختلفة.

ويبيّن التقرير وجود علاقة واضحة بين عدم القدرة على تحمل كلفة نمط غذائي صحي وبعض العوامل المتغيرة مثل مستوى دخل البلد ومعدل انتشار الفقر ومستوى عدم المساواة.

ويُظهر التقرير أيضًا أنّ ارتفاع الأسعار الدولية للأغذية الذي بدأ منذ عام 2020 وتفاقم بعد نشوب الحرب في أوكرانيا، والزيادة في تضخم الأغذية على المستوى الإقليمي بما تخطى المستوى العام، قد زاد من صعوبة حصول الناس على نمط غذائي صحي.

ويهدف التقرير إلى تحسين توفر الأغذية المغذية والقدرة على تحمل كلفتها، مع التركيز على دعم الأشخاص الأكثر ضعفًا والأسر المعيشية المنخفضة الدخل التي تنفق نسبة أكبر من ميزانيتها على الأغذية.

وقال السيد Mario Lubetkin، مساعد المدير العام للفاو والممثل الإقليمي لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي:

“لا توجد سياسة واحدة قادرة على حل هذه المشكلة بمفردها. ولا بدّ من تعزيز آليات التنسيق الوطني والإقليمي لمواجهة الجوع وسوء التغذية”.

الأمن الغذائي
الأمن الغذائي

ما هي معوقات تحقيق التغذية المستدامة؟

  • انخفاض الأفراد العاملين في الزراعة
  • تدهور الأراضي الزراعية وتصحرها
  • انخفاض مصادر المياه على مستوى العالم
  • تزايد السكان على مستوى العالم مقارنة بمعدل الإنتاج الزراعي
  • توجه الفرد للطعام الجاهز
  • ارتفاع نسبة الأراضي القاحلة بسبب ارتفاع درجات الحرارة
  • عدم المساواة
  • ارتفاع الصراعات والحروب وحدوث المجاعات
  • هدر الطعام

ما أهداف التغذية المستدامة؟

وفقًا لمؤتمر قمة النظم الغذائية المستدامة الصادر من منظمة الأمم المتحدة جائت أهداف التغذية المستدامة كالآتي:

القضاء على الفقر

700 مليون شخص، أي 10 في المائة من سكان العالم، يعيشون في فقر شديد، والنظم الغذائية المستدامة تسهم في مكافحة الفقر بإيجاد فرص عمل جيدة، وتحسين فرص الحصول على الغذاء.

القضاء على الجوع

690 مليون شخص يعانون من نقص التغذية، وتعد إعادة بناء أنظمتنا الغذائية لجعلها أكثر استدامة وإنتاجية وقدرة على الصمود أمراً ضرورياً – من أجل حل تحديات الجوع.

توفير الصحة الجيدة والرفاهية

تسبب سوء التغذية في 45 في المائة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة وتبلغ 3.1 ملايين طفل سنوياً، وتدعم النظم الغذائية المستدامة التغذية الكافية لهؤلاء الأطفال كونهم مستقبل العالم.

توفير التعليم الجيد

اضطر ما يقرب من 369 مليون طفل يعتمد على الوجبات المدرسية إلى العثور على الطعام في أماكن أخرى، ويمكن للنظم الغذائية المستدامة أن تمكن جميع الطلاب من اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

المساواة بين الجنسين

تنتج المرأة ما بين 60 في المائة و80 في المائة من الأغذية في غالبية البلدان النامية وهي مسؤولة عن نصف الإنتاج العالمي من الأغذية، ويمكن للنظم الغذائية المستدامة أن تمكن المرأة وتساندها وتدعم سبل عيشها في العالم.

المياه والنظافة الصحية

ندرة المياه تؤثر على 40 في المائة من سكان العالم، ويمكن للنظم الغذائية المستدامة الحد من كمية التلوث في نظمنا المائية الطبيعية.

الطاقة النظيفة

تزيد النظم الغذائية المستدامة من استخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة إلى أقصى حد، مما يقلل من الأثر البيئي لقطاع الأغذية.

نمو الاقتصاد والصناعة

يمكن لنظام التغذية المستدامة أن تخلق فرص عمل لائقة وتدعم مصادر الدخل لمليارات الناس في جميع أنحاء العالم، ليس هذا فحسب يمكن للنظم الغذائية أن تحقق فوائد واسعة النطاق في الصناعة.

مدن مستدامة

60% من الناس يعيشون في المدن، ويمكن لنظام التغذية المستدامة أن يساعد على ضمان توفير تغذية كافية لسكان المدن في كل مكان، ولا سيما الفقراء الذين لا يملكون سوى قدرة شرائية محدودة.

الاستهلاك والإنتاج

في كل عام، تفسد كمية تقدَّر بثلث جميع الأغذية المنتجة في صناديق المستهلكين والتجار، أو تفسد بسبب سوء ممارسات النقل، وتقلل التغذية المستدامة من الهدر والتلف، وتمكن المستهلكين من اتخاذ خيارات ذكية في تسوقهم للأغذية.

العمل المناخي

17% من انبعاثات الاحتباس الحراري مختصة فقط للزراعة، ونظام الأمن الغذائي المستدام يقلل من هذا التأثير وخفض الانبعاثات خاصة الكربون والميثان.

البحار والمحيطات

كون المحيط أكبر مصدر للبروتين واعتماد أكثر من 3 مليار شخص على هذا المصدر يمكن للنظام المستدام أن يحقق ضمانا كبيرا لمصائد الأسماك.

الحياة البرية

80% من النبات هو مصدر لغذاء الإنسان، والزراعة المستدامة ستحد من إزالة الغابات وسوف تعمل على توفير الغذاء الحيوي لكافة سكان العالم.

السلام

155 مليون طفل يتضرر من النزاعات العنيفة وسوف تساهم منظمة الغذاء المستدام في تقليل ضغوط الأسر والمجتمعات في العالم.

عقد شراكات

التركيز على أن الأمن الغذائي المستدام سيعمل على زيادة تحقيق الشراكات بين البلدان وتحقيق فوائد لكافة المجتمعات المحلية.

وفي هذا الصدد كان إلزاميًا على كافة دول العالم الاهتمام بهذا الملف كونه من أهم الملفات العالمية ولهذا نشدد عليه عبر “سفرة“.

لأن تحقيق الاستدامة في الغذاء سيحد من المشكلات المستقبلية وسيرفع من الإنتاج البيئي والاقتصادي والصناعي والزراعي.

فيسبوك
تويتر
واتسآب
لينكدان
طباعة
بريد
المزيد من تريندات

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2

مباشر

إعادة 1

إعادة 2