يختلف مفهوم الإبداع والابتكار كونه مفهومًا مفتوحًا على الكثير من التأويلات بداية من الابتكار الفني وصولا إلى مهارات حل الأزمات والمخاطر في هيكلة التنمية المجتمعية والاقتصادية، لهذا أقامت الأمم المتحدة في 21 أبريل اليوم العالمي للإبداع والابتكار.
الهدف من اليوم العالمي للإبداع والابتكار 2024 في المجال الغذائي
أقامت الأمم المتحدة هذا اليوم لتذكير وإزكاء الوعي بدور الابتكار والإبداع في شتى المجالات وخاصة المجال الغذائي، لهذا عبر موقع سفرة نرصد مفهوم الإبداع والابتكار في المجال الغذائي وما هي أهم الاختراعات التي غيرت مفهوم الأكل في العالم، وفقا لما جاء في موقع mentalfloss.
ويعد الابتكار الغذائي هو تطبيق تقنيات جديدة في صناعة الأغذية لتحسين جودة المنتجات الغذائية وسلامتها وفعاليتها وابتكار كل ما هو جديد منها.
أمثلة على الإبداع والابتكار في الأكل
حتى أبسط الوجبات التي نتناولها اليوم أصبحت ممكنة بفضل الابتكارات المميزة في تاريخ الغذاء، على سبيل المثال، من “اخترع” الخبز؟ كيف ظهر فرن الميكروويف؟ وأي عبقرية أعطتنا اختراع الشوكة؟ هذا ما سوف نرصده تباعًا:
طاسة القلي.. اختراع منذ 3000 عام
تعتبر طاسة القلي واحدة من أكثر أدوات الطبخ التي تم اختراعها تنوعًا وتأثيرًا على الإطلاق، وقد استخدمها الصينيون منذ ما يصل إلى 3000 عام .
تتميز طاسة القلي بقاعدتها المستديرة التقليدية ومساحة سطحها الكبيرة، مما يجعل من الممكن طهي الأطعمة بطريقة مميزة.
وعندما تصل الطاسة إلى درجات حرارة عالية جدًا، فإنها تزيل الرطوبة الزائدة من المكونات وتعزز خلق نكهات أكثر تركيزًا.

الفرن وآثاره على الطهي
تعتبر النار واحدة من أهم الاكتشافات في تاريخ البشرية، وذلك لأن لها تأثير كبير على الطهي.
يعود تاريخ أقدم فرن إلى أوروبا الوسطى. وهي تتألف من حفرة كبيرة محفورة في الأرض ومبطنة بالحجارة الموصلة للحرارة.
يوفر الفحم أو الرماد حرارة ثابتة للطعام، تقوم هذه الأفران بطهي الطعام ببطء عند درجات حرارة منخفضة، مما يؤدي إلى تسهيل امتصاص العناصر الغذائية.
ولا تزال الأفران الموجودة تحت الأرض تستخدم في بعض البلدان العربية لتحضير اللحوم بكافة أنواعها.

الميكروويف لطهي الطعام بالكهرباء أو الغاز
بعد ظهور أفران الطوب التي تعمل بالحطب في العصور القديمة، ظهرت أفران الغاز والكهرباء في القرن التاسع عشر.
لكن أكبر تطور تكنولوجي في الطهي قد يكون فرن الميكروويف، وقد تم إنتاجه في عام 1945 عن طريق استخدام إشعاع الميكروويف كمصدر حرارة سريع للطهي.

الثلاجات.. التطور المذهل لـ “اليخشال”
أصبح العثور على طريقة للحفاظ على الطعام باردًا لا يقل أهمية عن طهيه، مارس الصينيون التبريد البدائي منذ 3000 عام من خلال جمع الثلج وتخزينه.
وفي القرون التالية، طور المصريون القدماء والهنود واليونانيون والرومان طرقًا لتبريد الأطعمة والمشروبات، إما عن طريق حصاد الثلج والجليد أو صنعه بأنفسهم.
وقد تم تطوير ما يسمى بالقباب المدببة حوالي عام 400 قبل الميلاد في إيران القديمة، وقد تم تصميمها للحفاظ على الثلج متجمدًا في المناخ الصحراوي الحار.
وتعمل عن طريق تغذية المياه القادمة من قناة مائية قريبة غرفة محفورة بعمق في الرمال أسفل الهيكل.
اقرأ أيضا: في عيد العمال.. ما هي مهام عامل إنتاج الغذاء؟
تتميز هذه البيوت الجليدية أحيانًا بآليات تبريد الرياح تحت الأرض، وهي لا تزال مستخدمة في الهندسة المعمارية الصحراوية في إيران اليوم.
بالإضافة إلى حفظ الطعام، استخدم الإيرانيون التبريد لصنع الحلويات، مثل “الفالوده” الإيرانية وتصنع من خيوط النشا المجمد، وتصنع في ثلاجات اليخشال في بلاد إيران القديمة.

فتاحة المشروبات والمعلبات.. استخدمها الجنود في الحرب الأهلية
يعد حفظ الأطعمة موضوعًا رئيسيًا لأكثر الابتكارات في تاريخ الغذاء، عندما تم اختراع معلبات حفظ الطعام في أوائل القرن التاسع عشر، أصبح تناول وجبات مغذية في الرحلات الطويلة ممكنا.
وصدق أو لا تصدق، جاءت فتاحة المعلبات بعد ما يقرب من خمسة عقود من ظهور المعلبات.
وتستشهد بعض المصادر بالمخترع البريطاني روبرت ييتس – إلا أن المخترع الأمريكي عزرا جيه وارنر قد يكون المخترع الأكثر تأثيرًا في العالم في اختراع فتاحة المعلبات.
حصل وارنر على براءة اختراع لتصميمه الخاص بأداة فتح العلب في عام 1858، وكانت تتميز بشفرة حادة لفتح الغطاء وواقي لحماية الجزء الخارجي من العلبة.
لم ينتشر تصميم وارنر أبدًا، ولكن تم استخدامه من قبل الجنود خلال الحرب الأهلية.

مبشرة الجبنة.. أحد اكتشافات بلاد ما بين النهرين
مبشرة الجبنة هي أداة مبتكرة أخرى تجعل الحياة في المطبخ أسهل مما كان، وهي قديمة للغاية، حيث ظهرت لدى سكان بلاد ما بين النهرين في الألفية الثالثة قبل الميلاد أوعية مثقوبة ربما كانت تستخدم لبشر الجبن المجفف بالشمس.
بحلول القرن التاسع قبل الميلاد، كانت هناك أوصاف واضحة واكتشافات أثرية لمبشرات الجبن من الحضارتين اليونانية والرومانية، وتشير ملحمة “الإلياذة والأوديسة” لهوميروس الإغريقي في الواقع إلى مصطلح – جبن الماعز المبشور ووجبة الشعير.

الشوكة.. تطور حضاري يرجع لعصر القدماء المصريين
تم اختراع وابتكار الشوك والملاعق من قبل المصريون القدماء، وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن هناك نماذج للشوكة صنعت من العظام وتعود للعصر البرونزي (3300-1200 قبل الميلاد).
كما تم العثور على الكثير منها في مناطق بالصين، يرجع تاريخها من 202 قبل الميلاد، إلى 221 بعد الميلاد.

ورق التغليف لحماية الطائرات والطعام!!
يعد ورق التغليف من أكثر الأشياء المفيدة في المطبخ، وقد تم اختراعه عن طريق الصدفة، في عام 1933، كان عامل مختبر يدعى رالف وايلي يقوم بتنظيف المعدات المستخدمة لتطوير منتجات التنظيف الجاف عندما رأى طبقة بلاستيكية رقيقة قد تشكلت داخل زجاجة.
وتلتصق المادة بشكل طبيعي بالأسطح بينما تحجب جزيئات الماء والأكسجين.
كان للمنتج الجديد العديد من التطبيقات، قامت عدة شركات بتطويره لأول مرة على شكل رذاذ يحمي الطائرات المقاتلة العسكرية.
وفي وقت لاحق، تم استخدامه لصناعة تنجيد كراسي السيارات والأحذية العسكرية، وفي عام 1949 طبقت خصائصه الوقائية على الطعام.

أهداف اليوم العالمي للإبداع والابتكار
إعادة صياغة السياسات في اليوم العالمي للإبداع والابتكار
تمثل الثقافة والإبداع 3.1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و6.2% من إجمالي العمالة.
تضاعفت قيمة صادرات السلع والخدمات الثقافية منذ عام 2005 لتصل إلى 389.1 مليار دولار أمريكي في عام 2019.
وإلى جانب كونه واحدًا من أحدث القطاعات الاقتصادية وأسرعها نموًا في العالم، فإن التحديات الجديدة والمستمرة تجعل الاقتصاد الإبداعي أيضًا أحد أكثر القطاعات ضعفًا وغالبا ما يتم تجاهلها من قبل الاستثمار العام والخاص.
يقدم تقرير اليونسكو لعام 2022 ، إعادة تشكيل السياسات من أجل الإبداع – التعامل مع الثقافة باعتبارها منفعة عامة عالمية، بيانات جديدة ثاقبة تسلط الضوء على الاتجاهات الناشئة على المستوى العالمي، بالإضافة إلى طرح توصيات سياسية لتعزيز النظم البيئية الإبداعية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
الابتكار الأخضر في اليوم العالمي للإبداع والابتكار
تحقيق خطة التنمية المستدامة للغذاء لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ــ وهي أجندة التنمية الأكثر طموحا في تاريخ البشرية.