أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة “Pediatric Research” أن الجهود المبذولة من قبل الوالدين للحد من جلوس أطفالهم على الشاشات قد لا تثمر، وأن مفتاح معالجة هذه المشكلة قد يكمن في سلوكياتهم الخاصة باستخدام التكنولوجيا.
الارتباط بين عادات الوالدين عند مشاهدة الشاشات وسلوكيات الأطفال
كشفت الدراسة عن وجود صلة قوية بين استخدام الوالدين للشاشات وسلوكيات أطفالهم، حيث أشارت إلى أن:
الوالدين الذين يقضون وقتًا أطول أمام الشاشات هم أكثر عرضة لإنجاب مراهقين يقضون وقتًا أطول أمام الشاشات ويواجهون مشكلات في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وألعاب الفيديو، والهواتف المحمولة.
السلوكيات الإدمانية المرتبطة باستخدام الشاشة، مثل الانعزال، وبناء التسامح، والانتكاس، والأفكار الوسواسية، أكثر شيوعًا بين المراهقين الذين يقلدون سلوكيات الوالدين المفرطة في استخدام التكنولوجيا.
تأثير الوالدين على أطفالهم في هذا المجال لا يقتصر على المشاهدة المباشرة، بل يشمل السلوكيات غير المباشرة، مثل إعطاء الأولوية للشاشة على التفاعل وجها لوجه مع العائلة.
اقرأ أيضًا| دراسة: المتنمرين أكثر إدمانًا لمواقع التواصل الاجتماعي
نصائح للحد من مشاهدة التلفاز وأجهزة الجوال للأطفال
تقدم الدراسة نصائح مهمة للوالدين الذين يسعون لتعزيز عادات صحية لأطفالهم:
- تحديد مناطق خالية من مشاهدة أجهزة الجوال أو التلفاز في المنزل، مثل غرفتي النوم والطعام.
- إعطاء الأولوية للأنشطة الخالية من مشاهدات التلفاز والجوال وقضاء وقت مع العائلة وجهًا لوجه.
- التواصل بصراحة مع الأطفال حول مخاطر الإفراط في استخدام أجهزة الجوال والتلفاز.
- التزام الوالدين بنفس القواعد التي يتم فرضها على الأطفال.
دراسة حديثة بالبيانات
قام الباحثون بتحليل بيانات من الدراسة الوطنية للتنمية المعرفية لدماغ المراهقين (ABCD)، التي شملت أكثر من 10 آلاف أسرة تضم أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا.
شملت الدراسة أكثر من 10 آلاف أسرة تضم أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 12 و 13 عامًا.
أظهرت النتائج أن 72.9% من الوالدين يستخدمون أجهزة الجوال ومشاهدة التلفاز أمام أطفالهم المراهقين.
عصر المشاهدات بين فكي المخاوف والحلول
كشفت أبحاث سابقة عن ارتفاع ملحوظ في متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات بأكثر من الضعف خلال جائحة كوفيد-19.
يثير هذا الازدياد مخاوف كبيرة في مختلف الدول حول الآثار السلبية المحتملة لهذا الاستخدام المفرط على صحة وأداء الأطفال.
اقتراح المنظمين في الصين حدًا أقصى للوقت الذي يقضيه القاصرون على الهاتف بساعتين يوميًا.
دعوة المنظمين في الولايات المتحدة لوضع ملصقات تحذيرية على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي لتخفيف من “الأضرار الجسيمة” المرتبطة باستخدامها.
تأثيرات سلبية على الصحة بسبب المشاهدات
أكد الدكتور ناغاتا مؤلف الدراسة الرئيسي وأستاذ مساعد في طب الأطفال بجامعة كاليفورنيا في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية على ازدياد استخدام الشاشات بشكل عام مع التأكيد على أن المراهقين هم أكثر الفئات تعرضًا للاستخدام المفرط.
من أبرز الآثار السلبية لهذا الاستخدام المفرط على صحة المراهقين، تقليل وقت النوم الأساسي والجودة اللازمة للنمو الصحي للطفل.
وفي السياق ذاته جاءت توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال كالآتي:
أوضحت الدكتورة سوزان توموبولوس أستاذة مساعدة في طب الأطفال بكلية غروسمان للطب في جامعة نيويورك والمشاركة في تطوير خطة صادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن ازدياد الوقت أمام الشاشات خلال الجائحة كان حافزًا لتحديث توصياتها الإعلامية لتشمل نصائح مهمة للوالدين للمساعدة في تحسين عادات أطفالهم في استخدام الشاشات.
كيفية إجراء محادثة مع طفلك
وأوضح جينسبيرغ أن المناقشة المثمرة حول استخدام الوسائط تبدأ بإبلاغ الطفل بضرورة وضع القواعد، لأن الأهل يهتمون بأطفالهم.
وقد تنتهي المحادثة بالاتفاق على مبادئ معينة مثل الحد من مشاهدة الشاشات في وقت تناول وجبات الطعام، ووقت النوم، ووقت الدراسة، على النحو الذي أوصت به الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
وخلص ناغاتا إلى أنه “سيكون هناك الكثير من الإرشادات للأهل كي يساعدوا أطفالهم على تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
الهدف هو إكساب الأطفال المهارات اللازمة لتطوير سلوكيات مشاهدة الشاشات بطريقة صحية في مرحلة البلوغ وما بعدها”.
اقرأ أيضا| تنظيف سماعة الأذن خطوة بخطوة